هل قمت بعملٍ تطوعيٍ من قبل؟ ألم تشعر حينها بمتعةٍ خاصة وارتياحٍ غير مسبوق؟ إنها لذةُ العطاء التي لا تضاهيها الأموال، وفي هذا المقال سنكشف لك عن أثر العمل التطوعي وقدرتِه على إحداث الفارقِ الإيجابي، ليس على نطاق الفرد فقط، ولكن على مستوى المجتمع بأكملِه.
أثر العمل التطوعي على الفرد
يتخطى أثر العمل التطوعي على الفرد جميعَ الحدودِ المتعارف عليها، فهو ليس مجرد تجربة عابرة في حياة المتطوع، بل إنه العاملُ الرئيسي في تشكيل شخصيتِه وتنمية مهاراتِه، حيث يمنحه المكتسبات الآتية:
توليد الشعور بالإنجاز والرضا الذاتي
للعملِ التطوعي تأثيرٌ إيجابي على الصحةِ النفسيةِ للمتطوع، فعند القيام به، يفرز الدماغ مجموعةً من الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالسعادة، وبتكرارِ الأمر يرى المتطوع أثر ما يقوم به على المحتاجين، مما يُشعِره بالقيمةِ الفعلية لمجهوداتِه، ويولد لديه إحساسًا بالإنجاز والرضا الذاتي.
صقل المهارات الشخصية وتعزيز المسار المهني
التطوع هو الطريقُ المثالي لصقل المهارات الشخصية، حيث يؤهل المتطوع للتعامل مع مختلف الفئات من المجتمع، كما ينمي لديه مهارات حل المشكلات، إدارة الوقت، وتنظيم المهام، ومن هنا تتبلور شخصيتُه على نحوٍ أفضل مما كانت عليه قبل الدخول إلى المجال التطوعي.
تدرك معظم الشركات الآن أن التطوع يمثل إضافةً قويةً للسيرةِ الذاتية، إذ يكشف عن شخصيةٍ معطاءة وقادرةٍ على التعامل ضمن منظومةِ العمل، ما يعني أن التطوع قد يكون الفرصةَ الذهبية لتأييد المسارِ المهني واقتناصِ مهامٍ وظيفيةٍ جديدة.
بناء شبكة قوية من العلاقات الاجتماعية
في بعض الأحيان يمكن للتغيرات الحياتية أن تدفع بنا نحو الانعزال، وفي هذه الأثناء يظهر أثر العمل التطوعي على الفرد، إذ يساعده على استعادة الروابط الاجتماعية المفقودة عبر تكوين صداقاتٍ جديدة مع أشخاصٍ يشاركونه نفس الاهتمامات.
هذه العلاقات تفيد المتطوع على المستويين الشخصي والمهني، ذلك أنها تقوم على مبدأ العطاء المتبادل، مما يفتح له آفاقًا جديدة، خاصةً أن علاقاتٍ كهذه تتسم دائمًا بالقوةِ التي تجعلها مستمرةً لسنواتٍ وسنوات.
تطوير روح المبادرة والابتكار
في أحيانٍ كثيرة يكون المتطوع مسؤولًا عن اتخاذ القرارات السريعة، وقد تُسنَد إليه مهام تنظيم الفعاليات وإطلاق الحملات التطوعية، الأمر الذي يساهم في تطوير روح المبادرة لديه، فيكون هو الطرفُ السبَّاقُ دائمًا إلى اتخاذِ ما يلزم من إجراءات.
بعيدًا عن الأعمال المؤسسية، ينأى بك التطوع عن الروتين والأفكار التقليدية، حيث يُزيل عنك الخوف الذي يتملَّكك كلما حاولت أن تجرب أفكارًا جديدة، ما يعني أن التطوع هو الوسيلةُ المثالية لتعزيز الجوانب الإبداعيةِ لديك.
أثر العمل التطوعي على المجتمع
ببصماتِه الإيجابيةِ يُرَى أثر العمل التطوعي على المجتمع بأكملِه، إذ يحقق مبدأ التكافل بين أفرادِه، مما يساهم في تحسين حياة الفئات الأشد احتياجًا، وفيما يلي بيان لأبرز المميزات التي يحصل عليها المجتمع نتيجة التوسع في الأعمال التطوعيةِ بين المواطنين:
تعزيز التماسك الاجتماعي وتمكين الأفراد
تُبنى المجتمعاتُ المتلاحمة من خلال قوة الترابط التي تجمع بين أفرادِها، وهذا ما تحققه الأعمالُ التطوعية، حيث تقوم بنشر ثقافة التضامن بين المواطنين، مما يوفر بيئةً مستقرةً تغلب عليها الروح الإيجابية.
يمهد التطوع الطريق أمام تمكين الأفراد، حيث يولِّد لديهم الشعور تجاه مسؤولياتِهم المجتمعية، الأمر الذي يحثهم على إيجاد الحلول الفعالة للتغلب على المشكلات الاجتماعية، بدلًا من الانتظار ريثما تأتي الحلول من مؤسسات الدولة.
تحسين جودة الحياة
تساهم الأعمال التطوعية في تحسين الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، فبجهودِ المتطوعين تزداد جودةُ الحياة بوجهٍ عام، حيث يتم العمل على سد الفجوات التي تحول دون حصول بعض الفئات على الخدمات العامة بجودتِها المنتظرة.
يخصص المتطوعون مجهوداتِهم لمساندة الفئات الأكثر احتياجًا، وذلك عبر تقديم المساعدات الطبية، توزيع الغذاء، أو دعم الأسر ذات الدخل المحدود، وهو الأمر الذي لا يُحسِّن جودةَ الحياةِ فحسب، بل يوفر كذلك البيئةَ العادلةَ التي يشعر فيها الجميع بأنه جزءٌ من هذا النسيجِ المجتمعي.
تقوية الاقتصاد الوطني
يؤدي العمل التطوعي مهمةً عظيمة حين يقوم بسد الفجوات التي قد تظهر في قدرات الحكومة والقطاع الخاص، حيث تعتمد المؤسسات التطوعية على تبرعات المواطنين المقتدرين من الناحيةِ المادية، مما يرفع عن مؤسسات الدولة جزءًا كبيرًا من العبء الاقتصادي.
في ظل الحلول المبتكرة التي يقدمها المتطوعون، يمكن للحكومة اكتشاف إستراتيجياتٍ جديدة لخفض التكاليف التي تتحملها خلال تقديم الخدمات العامة، ما يعني أن التطوع ينير الطريق أمام نماذج جديدة، تمنح الأفراد الخدمات التي يحتاجون إليها بتكلفةٍ أقل، ومن دون التنازل عن الجودة.
جمعية الإحسان الطبية الخيرية: طريقُك نحو القيام بالأعمال التطوعية
إن أردت القيام بعملٍ تطوعيٍ يُرَى أثره الإيجابي على حياة الآخرين، فإن جمعية الإحسان الطبية الخيرية هي بوابتُك لتحقيقِ ذلك، حيث دأبت منذ تأسيسها على تقديم أعمالِها الخيرية للمستحقين، حتى انتفع بخدماتِها ما يزيد عن 1,200,000 مستفيد ومستفيدة، وفيما يلي بيان لأبرز حملاتِها:
برنامج سند للأجهزة الطبية
يهدف برنامج سند إلى إتاحة الأجهزة الطبية للمرضى غير القادرين على شرائها، بما في ذلك الفئات التي تعاني من إعاقةٍ حركيةٍ مزمنة، أو الأشخاص الذين أُصيبوا نتيجة التعرض للحوادث المرورية، حيث يُرجى لهم الشفاء في القريب العاجل.
مشروع سفير لنقل المرضى المحتاجين
مشروع سفير هو فرصتك الذهبية لإنقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي، حيث يُخصَّص تبرعك لنقلِهم من منازلهم النائية في جازان إلى مراكز الغسيل الكلوي والعكس، وذلك باستخدام وسائل نقلٍ مريحةٍ، آمنةٍ، ومجهزةٍ تمامًا للقيام بهذا الغرض.
حملة جرعة إحسان 2
استجابتك لحملة جرعة إحسان 2 هي الخطوةُ الأهم لإنقاذ حياة 5 حالات تعاني من السرطان وتحتاج إلى تلقِّي جرعاتٍ من العلاج الكيماوي في أقرب وقت، فكن أنت شعاع النور الذي يعيد إليهم الأمل في الشفاء. تبرع الآن وساهم في نشر الحملة لعلك تكون سببًا في إنقاذِهم.
لم يبقَ موطئٌ للشك في أثر العمل التطوعي ودورِه الإيجابي في تحسين حياة الأفراد وزيادة تماسك المجتمعات، ومن هنا يتعين علينا أن نجعل العطاءَ جزءًا من حياتِنا اليومية، وليشارك كلُّ فردٍ بما يملك سواء بالمال، الوقت، أو المهارات التي تُحسِّن حياةَ الآخرين.