أهمية العمل التطوعي للفرد والمجتمع

٢٣ مارس ٢٠٢٥
مكاسب

العمل التطوعي هو قلبُ العطاءِ النابض، فمعه يتجسد المعنى الحقيقي للإنسانية، وبه تقوى الروابط الاجتماعية، لذا سيكشف لك مقالُ اليوم عن أهمية العمل التطوعي للفرد والمجتمع، ففي جمعية الإحسان الطبيةِ الخيرية لا نعتبر التطوع مساهمةً فحسب، بل نرى فيه رسالةَ الحياة.

أهمية العمل التطوعي للفرد والمجتمع​

تتجلى أهمية العمل التطوعي للفرد والمجتمع عبر دورِه الفعال في إحداث التغيير الإيجابي، ففي ظل التكاتف المجتمعي تتحسن حياةُ الأفراد وتقل الفجوات التي تفصل بينهم، وفيما يلي أبرز الجوانب التي تكشف عن أهمية العمل التطوعي وأثرِه الإيجابي:

  • تحسين حياة الأفراد.
  • تنمية المهارات الشخصية والمهنية.
  • تعزيز الصحة النفسية وزيادة التقدير الذاتي.
  • تقوية الشعور بالانتماء والمسؤولية المجتمعية.
  • تحقيق الاستقرار الاجتماعي.

تحسين حياة الأفراد

العمل التطوعي يعد وسيلةً فعالة لدعم الفئات الأشد احتياجًا، سواء المرضى، الأيتام، أو الأسر الفقيرة، تلك الفئات التي تواجه تحدياتٍ بالغة الصعوبة، وفي غياب المساعدة يتم إقصاؤها عن المشهد الاجتماعي، فلا هي تحيا حياةً كريمة ولا ينتفع المجتمع بمهاراتِها الدفينة.

  • لا يقتصر التطوع في هذه الحالات على الدعم المالي فقط، بل يمتد لما هو أبعد، ليشمل الدعم النفسي والعيني، كأن يحصل المرضى على خدماتٍ طبيةٍ مجانية أو تجد الأسر الفقيرة طريقَها نحو التعليم لبناء مستقبلٍ أفضل.
  • تجدر الإشارة إلى أن أهمية العمل التطوعي للفرد والمجتمع لا تشمل الأفراد الحاصلين على الدعم فقط، ذلك أن المتطوع أيضًا يستفيد من هذا العمل الذي يُطوِّر مهاراتِه الشخصيةِ والمهنية عن طريق وضعِه في سياقاتٍ اجتماعية لم يسبق له التعرض لها.

تنمية المهارات الشخصية والمهنية

  • خلال الرحلةِ التطوعية، يكتسب المتطوع المزيد من الخبرةِ في مجالِ عملِه، إذ تمنحه هذه الأنشطةُ الفرصةَ لتطبيق ما تعلَّمه على أرضِ الواقع، الأمر الذي يساهم في تنمية مهاراتِه المهنية ويجعله أكثر دقةً وسرعة.
  • يجد المتطوع نفسه أمام مواقفَ جديدةٍ تستلزم منه التواصلَ الفعال مع المحيطين به، مع ضرورة اتخاذ القرارات الحاسمة، لذا يوصى كلُّ مَن يرغب في تعزيز مهارات التواصل والقيادة أن ينغمس في الأنشطةِ التطوعية.
  • العمل التشاركي، تنظيم الوقت، إدارة المهام، وحل المشكلات هي أبرز المهارات الشخصية التي يُصقلها النشاط التطوعي، والتي تنعكس بالإيجاب على الفرد والمجتمع.

تعزيز الصحة النفسية وزيادة التقدير الذاتي

امتدت أهمية العمل التطوعي للفرد والمجتمع لتشمل الجوانب النفسية، فقد أثبتت الدراسات أن النشاط التطوعي يعزز الشعور بالرضا والإنجاز، حيث يقوم الدماغ بإفراز الهرمونات المسؤولةِ عن هذه النشوة في كل مرةٍ يتم فيها مساعدة الآخرين من دونِ مقابل.

مع تكرار الأمر، يرتفع التقدير الذاتي لدى المتطوع، وتزداد الثقةُ بالنفس، إذ يشعر بأنه يُقدم شيئًا ذا قيمةٍ وفائدة للمجتمع بأكملِه، ولعل هذا ما يفسر شعور المتطوعين بالتصالح مع الذات وقلة احتمالات تعرضهم للتوتر أو الاكتئاب.

تقوية الشعور بالانتماء والمسؤوليةِ المجتمعية

المشاركة في العمل التطوعي هي السبيل نحو تعزيز شعور الفرد بالانتماء إلى مجتمعِه، ولا يتعلَّق الأمر هنا بعباراتٍ رنانةٍ يتم ترديدها دون جدوى، إذ تظهر النتائج الإيجابيةُ الملموسة لتلك الأنشطة على أرض الواقع.

  • التطوع هو الإجراء الذي يعكس تحمل الأفراد لمسؤولياتِهم المجتمعية، وحينئذٍ يغادر المتطوع الجانبَ السلبي، ويصبح عنصرًا إيجابيًا في تحسين الأوضاع من حولِه، بدلًا من الاستغراق في الشكوى وإلقاء اللوم على الآخرين.
  • يساهم التطوع في تضييق الفجوات بين طبقات المجتمع، الأمر الذي يعزز التلاحم، ويساهم في نشر قيم العطاء والتكافل الاجتماعي لتحسين حياة المواطنين.

تحقيق الاستقرار الاجتماعي

  • يمكن ملاحظة أهمية العمل التطوعي للفرد والمجتمع من خلال حالة التماسك التي تجمع بين الأفراد، ففي ظل التعاون والتكافل تقل النزاعات والتوترات، فيبلغ المجتمع أعلى مستويات الاستقرار.
  • يجد المتطوعون متسعًا لبناء شبكاتٍ اجتماعيةٍ قوية، ومن هنا يزداد التفاهم بين المواطنين، الأمر الذي يساهم في إنشاء مجتمع أكثر استقرارًا وتضامنًا.

الأعمال التطوعية التي يمكنك الإسهام في تقديمِها من خلال جمعية الإحسان الطبية الخيرية

منذ أن تأسست في عام 2004، دأبت جمعية الإحسان الطبية الخيرية على توفير الرعاية الصحية للمحتاجين في منطقة جازان، وبفضل الله ثم عطاء المحسنين، تمكنت الجمعية من تقديم أعمالِها الخيرية لأكثر من 1,200,000 مستفيد ومستفيدة، وفيما يلي بيان لأبرز خدماتها:

برنامج سفير لنقل المرضى المحتاجين

يساهم برنامج سفير لنقل المرضى المحتاجين في التغلب على العقبات الجغرافية التي تعترض مرضى الفشل الكلوي، إذ يوفر لهم وسائل نقل آمنة ومريحة من منازلهم النائية إلى مراكز الغسيل الكلوي والعكس، مما يضمن استمرارية حصولهم على العلاج في مواقيته المحددة.

مشروع شفاء لعلاج المرضى المحتاجين

يفتح مشروع شفاء لعلاج المرضى المحتاجين نافذةً جديدةً للرجاء، إذ يقوم بتغطية نفقات العلاج والتكاليف الباهظة للعمليات الجراحية بالنسبةِ للمرضى الفقراء، مما يرفع عن كاهلِهم العبءَ المالي ويؤمِّن لهم الرعايةَ الصحيةَ اللازمة من دون أي تسويف.

برنامج سند للجهاز الطبي الخيري

برنامج سند للجهاز الطبي الخيري هو فرصتُك المثالية لمساعدة الجمعية على توفير الأجهزةِ الطبيةِ التي يحتاج إليها المرضى غير المقتدرين ماديًا، سواء المصابين بالإعاقات الحركيةِ المزمنة أو الذين يُرجى شفاؤهم من الإصابات التي لَحِقَت بهم من جراء الحوادث العابرة.

مبادرة الصدقة الجارية (وقف الإحسان)

الفرصةُ متاحةٌ أمامك الآن لكي ترفع عن مكروبٍ ضيره، فمن خلال مبادرة الصدقة الجارية يمكنك المساهمة في وقفٍ صحيٍ هو الأدوم أثرًا على الإطلاق، إذ تُخصَّص عائداته لخدمة المرضى المحتاجين، مما يضمن استدامة الدعم الطبي للفئات غير المقتدرة.

حملة جرعة إحسان لعلاج مرضى السرطان

تهدف حملة جرعة إحسان إلى توفير الجرعات اللازمة من العلاج الكيماوي لمرضى السرطان المحتاجين، مما يعيد إليهم الأمل في الشفاء ويخفف عن أجسادهم ثِقَل المرض.

لم يعد هناك أي شكٍ أو التباس حول أهمية العمل التطوعي للفرد والمجتمع، فلمَ لا تكون واحدًا ممن يصنعون الفارق الإيجابي في حياة الآخرين؟ كن جزءًا من التغيير الذي ترغب في رؤيته فما تقدمه من خيرٍ يعود إليك أضعافًا مضاعفة.