في ظل التحديات الاجتماعية التي تزداد تعقيدًا يومًا تلو الآخر، يتجلى أثر العمل التطوعي على المجتمع، ذلك بأنه شعاع الأمل الذي يعزز التلاحم الاجتماعي ويحدث الفارق الإيجابي، فهل تساءلت يومًا عن دورِه في بناء المجتمعات الأكثر تماسكًا؟ هذا ما ستكتشفه في مقال اليوم.
أثر العمل التطوعي على المجتمع
تبقى الجهودُ التطوعيةُ مهمشةً ما لم يتم الكشف عن أثر العمل التطوعي على المجتمع ودورِه في تحسين حياة الأفراد، لذا ستوضح لك القائمةُ التالية النقاط المضيئة التي يُحدِثها هذا العمل بمختلف صنوفِه وأشكالِه:
- تمكين المجتمع.
- زيادة الترابط الاجتماعي.
- تعزيز الوصول إلى الخدمات.
- تحسين الأوضاع الاقتصادية.
- تحفيز الابتكار الاجتماعي.
تمكين المجتمع
أول ما يمكن تحسسه فيما يتعلَّق بأثر العمل التطوعي على المجتمع هو التمكين الذي يحصل عليه الأفراد، إذ يدركون المسؤوليةَ الواقعةَ عليهم لتحسين الأوضاع المحلية بدلًا من انتظار الإجراءات التصحيحية من الجهات الحكومية.
- من هذا المنطلق يظهر الدور الإيجابي للمشاركةِ المدنيةِ النشطة، والتي تقدم حلولًا أكثر استدامة لجميع الآفات المجتمعية.
- يصبح المتطوع وسيلةَ الإلهام لسائر أفراد المجتمع، الذين يبدأون في التحرك للانخراط في الأنشطةِ التطوعية لتأدية واجباتِهم المدنية.
- تجدر الإشارة إلى أن المجتمعات المُمَكَّنة يكون اعتمادها الأساسي على العملِ الجماعي، مما يجعلها أصلب عودًا وأكثر قدرةً على الصمود في وجه الأزمات.
زيادة الترابط الاجتماعي
على مسافةٍ متساويةٍ من جميع أفراد المجتمع يقف المتطوعون، الذين يقومون بدور الرابط الاجتماعي لمنح المجتمع المزيد من التلاحم، بينما يستمرون في الشعور بالسعادةِ والإنجاز كلما ساهموا في الانتقال بحياة الآخرين إلى الأفضل.
- لا يتحقق هذا الترابط إلا من خلال الجهود التطوعية، إذ تساهم تلك الجهود في الحد من آثار عدم المساواة الاجتماعية، مُكوِّنةً بذلك مجتمعًا أكثر إنصافًا لأفرادِه.
- يبدو أثر العمل التطوعي على المجتمع حين تقل الفجوات بين فئاته، فبهذه الطريقة تشعر كلُّ فئةٍ بأنها جزءٌ من هذا المجتمع، أي إنها لم تأتِ من منطقةٍ مغتربة ولم يتم إقصاؤها.
تعزيز الوصول إلى الخدمات
تهدف الجهود التطوعية إلى توفير الخدمات الأساسية، التي قد لا تكون متاحةً نتيجة القيود المختلفة ماليةً كانت أو جغرافية، وبذلك تصل هذه الخدمات لمستحقيها من دون أن يضطروا للانتظار ريثما تدخل الخطط التنموية إلى دوائرهم.
- يقدم المتطوعون خدمات الرعاية الصحية، الدعم التعليمي، والإغاثة خلال الكوارث، هذا إلى جانب الأنشطةِ التي تستهدف الحفاظَ على استقرار النظامِ البيئي.
- بهذه المجهودات، تضمن الفئات المحرومة حصولَها على الخدمات الضرورية والدعم اللازم لتواصِل اندماجها في المجتمع وتنعم بالعيش الكريم.
- تعزيز الوصول إلى الخدمات يمثل الركيزةَ التي يستند إليها أي نشاطٍ تطوعي، وبذلك يتمكن المجتمع من تجاوز العقبات التي تحول دون وصول الموارد الحيوية لبعض فئاته.
تحسين الأوضاع الاقتصادية
لا يجوز لنا أن نختزل أثر العمل التطوعي على المجتمع في فكرة الترابط وحدها، حيث يمتد هذا التأثير ليشمل الجوانب الاقتصادية، والتي تشهد تحسنًا ملحوظًا كلما انتعشت الجهود التطوعية.
- بالنظر إلى الوقت الذي يستثمره المتطوعون والمهارات التي يوجهونها صوب الأعمال التي تسهم في خفض التكاليف، يمكن تفسير ذلك التحسن الاقتصادي، حيث يتم تحمل النصيب الأكبر من العبء المالي الواقع على الاقتصاد الوطني.
- يأخذ العمل التطوعي على عاتقِه مسؤولية سد الثغرات في قدرات الحكومة والقطاع الخاص، وهو الأمر الذي يعزز النمو الاقتصادي عبر إيجاد وسائل داعمةٍ، تقدم المساعدةَ للفئاتِ الأشد احتياجًا، وتُسقِط عن الدولة بعضًا من أعبائها.
تحفيز الابتكار الاجتماعي
يتجلى أثر العمل التطوعي على المجتمع حينما تعجز المؤسسات عن إيجاد الحلول الإبداعية لبعض الفئات، إذ يكرس المتطوعون وقتَهم لتطوير حلولٍ مستدامة، تعالج الثغرات التي تحول دون حصول المحتاجين على الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعايةِ الصحية.
- على عكس الأعمال المؤسسية والأعمال الهادفة للربح، يتميز العمل التطوعي بأنه يوفر مساحةً للتجربة والتطوير، إذ يختبر المتطوعون أفكارًا غير مألوفة لحل المشكلات، مما يقودهم إلى مبادراتٍ مبتكرة تفي باحتياجات الفئات المهمشة.
- لا تكتفي الابتكارات التي يتوصل إليها المتطوعون بالتغلب على تحدٍ اجتماعيٍ عابر، بل يُعتمَد عليها في وضع نماذج جديدة لمواجهة التحديات المجتمعية بكفاءةٍ وفعالية على المدى البعيد.
جمعية إحسان: فرصتُك للتطوع متاحةٌ الآن
يمكنك الشعور الآن بمتعة العطاء عبر التطوع في إحدى المبادرات المقدمة من خلال جمعية الإحسان الطبية الخيرية، فالجمعيةُ التي تأسست عام 2004 كانت مصدرًا لإلهام المتطوعين على مدار الأعوام، وفيما يلي توضيح لأهم المبادرات والمشروعات التطوعية التي تتبناها الجمعية:
(أمل) لعلاج مرضى السرطان
مبادرة (أمل) لعلاج مرضى السرطان هي فرصتُك المثالية لأن تخفف آلام المرض عن هذه الفئة، حيث تهدف المبادرة إلى توفير تكلفة جرعات العلاج الكيماوي لغير المقتدرين، فبادر بالتطوع لأن كلَّ ثانيةٍ لها ثمنٌ غالٍ. أنقذ حياتَهم الآن.
وقف الإحسان
يمنحك وقف الإحسان فرصةَ المشاركة في إقامة منشأة لخدمة المرضى المحتاجين في منطقة جازان، إلى جانب متابعة حالاتِهم الصحية، فهذه المنشأةُ سوف يستفيد منها مرضى الفشل الكلوي، السرطان، والقلب، ومن المقرر أن تُجرَى بها أيضًا جراحات العيون، فلا تهدر فرصة التطوع.
حملة ثلاثية سنابل الإحسان
تهدف حملة ثلاثية سنابل الإحسان إلى استثمار التبرعات في 3 باقاتٍ يعود ريعها على 3 مشاريع علاجية، والتي تتمثل في العمليات الجراحية، الأجهزة الطبية، والوقف، مما يضمن لنشاطِك التطوعي التوزيع المثالي على المنافذ المختلفة، فلا تضيع هذا الأجر العظيم، تطوَّع الآن أو على أقل تقدير ساهِم في التوعية بأهمية هذه الحملة لتشجيع الآخرين على الانضمامِ إليها.
فرحة وفرج 2
مع حملة فرحة وفرج 2 سيعود الفرح إلى قلب كل إنسانٍ تكالب عليه الفقر، العجز، والمرض، إذ تهدف هذه الحملة إلى توفير قيمة جهازٍ طبي يفتح بابَ الرجاءِ مجددًا أمام المرضى الذين سئموا في انتظار يدِ العونِ التي تمتد إليهم.
العمل التطوعي ليس نشاطًا جانبيًا، إنه الاستثمار الأعظم، الذي تُبنى على أساسِه المجتمعاتُ الأكثر تماسكًا، حيث يظهر أثر العمل التطوعي على المجتمع مع كل لحظةٍ يمضيها المتطوعون في خدمة الآخرين، فلمَ لا تكون جزءًا من هذا العطاء الذي يرسم خريطةً جديدةً لمستقبلٍ أفضل.