العمل التطوعي الصحي

23 March 2025
مكاسب

ما من شكٍ بأن العمل التطوعي الصحي يمثل إحدى الركائز التي تعتمد عليها المملكة في تحسين حياة الأفراد، إذ تتوفر من خلالِه الخدماتُ الطبيةُ المجانية للفئات الأشد احتياجًا، لذا سيكشف مقالُ اليوم عن أهمية هذا العمل والجهود المبذولة لتطويرِه.

أهمية العمل التطوعي الصحي

يساهم العمل التطوعي الصحي في توفير الخدمات الطبية للفئات التي اجتمع عليها فقر الصحةِ وفقر المال، كما أنه يُعَد وسيلةً فعالة لتعزيز نتائج الرعاية الصحية عبر إشراك ذوي الكفاءة والخبرات في هذا المجال الدقيق، وفيما يلي بيان لأهمية هذا العمل:

  • رفع كفاءة النظام الصحي: تشهد كفاءة النظام الصحي ارتفاعًا ملحوظًا في ظل الجهود التطوعيةِ المبذولة، ذلك أن المتطوعين يساهمون في تخفيف الضغط الواقع على المرافق الطبية.
  • توفير العدالة الصحية: لكلِّ مواطنٍ الحقُّ في الحصول على الرعايةِ الطبيةِ اللازمة حتى وإن كانت قدراته المادية لا تسمح بذلك، وهذا ما تعمل على توفيرِه الأنشطةُ التطوعيةُ الصحية على اختلافِ أشكالِها.
  • تخفيف الأعباء الاقتصادية عن الدولة: كغيرِه من الأنشطةِ التطوعية، يعتمد التطوع في القطاع الطبي على التبرعات التي تُجمَع بواسطة المؤسسات غير الربحية، وهو الأمر الذي يرفع عن كاهل المملكة الكثير من الأعباء الاقتصادية.

مستهدفات رؤية 2030 لدعم التطوع الصحي

في إطار رؤيتها لعام 2030، تهدف المملكة إلى نشر ثقافة التطوع الصحي لزيادة عدد المتطوعين في القطاع الطبي، فهذا هو الطريق الواضح لتحسين الرعاية الصحية المقدمة لمختلف الفئات.

  • أطلقت المملكة منصة التطوع الصحي لإتاحة الفرصة أمام الأفراد والمؤسسات التي تطمح إلى المشاركة في المبادرات الصحية فور الإعلانِ عنها.
  • تهدف هذه الرؤية إلى تحقيق نقلةٍ نوعيةٍ في عدد المتطوعين الصحيين ليصل إلى مئات الآلاف سنويًا، فبهذا النهج يصبح القطاع الطبي على أتم الجاهزية للتعامل مع الأزمات والطوارئ كما كان الحال خلال انتشار جائحة كورونا.
  • الرؤيةُ الطموحةُ التي تم وضعها ستساهم حتمًا في رفع كفاءة الكوادر الطبية، فمع كثرة الحملات التطوعية، تجد هذه الكوادر متسعًا أكبر لتعزيز خبراتِها العملية بعلاج أكبر عددٍ ممكن من الحالات.

دور الجمعيات الخيرية الصحية فيما يتعلَّق بالتطوع

تلعب الجمعيات الخيرية الصحية دورًا محوريًا في ترسيخ ثقافة التطوع الطبي، لكن هذا ليس كل شيء، فهذه الجمعيات تقوم بإطلاق مبادراتٍ على أرض الواقع لتقديم الرعاية الصحية اللازمة للفئات الأكثر احتياجًا.

  • تنظم الجمعيات الحملات الصحية، وتعمل على توفير الأجهزةِ الطبيةِ لمَن يعانون من الإعاقات الحركية، هذا بالإضافة إلى المساهمة في توفير جرعات العلاج الكيماوي بصورةٍ عاجلة لمرضى السرطان.
  • تُطلِق الجمعياتُ أيضًا بعضَ الحملات للتبرع بالدم، أو نقل مرضى الفشل الكلوي من وإلى المراكز الصحية، مما يسمح لهم بالخضوع للجلسات العلاجية في مواعيدها المحددة، فأي تأخيرٍ يُعَد تهديدًا مباشرًا لحياتِهم.

مبادرات المملكة في التطوع الصحي

إيمانًا منها بأهمية العمل التطوعي الصحي، تبنَّت المملكة العديد من المبادرات لنشر مفهوم التطوع بوجهٍ عام والتطوع الصحي بصفةٍ خاصة، فمن أبرز المبادرات التي أُطلِقَت في هذا السياق ما يلي:

  • مبادرة التوعية الصحية: جاء إطلاق هذه المبادرة عبر التعاون المثمر بين وزارة الصحة والكليات الصحية، فهذه المبادرة تشمل عموم المجتمع، وتسعى إلى توفير الرعايةِ الصحية لمختلف الفئات.
  • برنامج التطوع في العناية الحرجة: هذه المبادرة يُخاطَب من خلالِها الأطباء والممرضون من الامتياز فما فوق، حيث يقومون بالتطوع لإجراء التدخلات الجراحية الدقيقة، وهو عملٌ يتطلَّب الكثير من الخبرات.
  • مبادرة التطوع المجتمعي: يمكن لجميع المواطنين الاشتراك في هذه المبادرة، ذلك أنها تسعى إلى توفير خدماتٍ طبيةٍ بسيطة مثل رعاية كبار السن وحديثي الولادة.

التطوع الصحي في مواسم الحج والعمرة

يستمر العمل التطوعي الصحي خلال مواسم الحج والعمرة، فهنالك الآلاف من المتطوعين الذين يحرصون على تقديم هذا العطاء، إذ يوفرون الخدمات الطبية للحجاج والمعتمرين لتأمين البيئة الصحية الآمنة لهم طوال مدة الزيارة.

  • تُقدَّم الأعمالُ التطوعيةُ في هذه الحالة بطريقتين، ففي الطريقةِ الأولى يشارك المتطوعون الصحيون بشكلٍ مباشر في تقديم الخدمات الصحية للحجاج والمعتمرين، بما في ذلك خدمات الإسعافات الأولية وإدارة الحالات الطارئة.
  • أما عن الطريقةِ الأخرى، فإنها تتمثل في الدعم الطبي والإداري الذي يقدمه المتطوعون للمستشفيات والمراكز الطبية، مما يساهم في تخفيف الضغط الواقع على تلك المرافق.

عقباتٌ في طريق العمل التطوعي الصحي

رغم التطور الملحوظ الذي شهدته الأعمال التطوعية في القطاع الصحي، ما زالت هناك بعض العقبات التي تعترض هذا المجال، ومن أبرز هذه العقبات ما يلي:

  • احتياج المتطوعين الصحيون إلى المزيد من التدريب والتأهيل.
  • عدم انتشار ثقافة الوعي لدى شريحةٍ معينة من المجتمع.
  • الحاجة إلى الاستمرار في تعزيز نسبة المحتوى المحلي من الأدوية.

جمعية الإحسان الطبية الخيرية: بوابتك للتطوع في القطاع الصحي

الفرصةُ متاحةٌ أمامك الآن للتطوع في القطاع الصحي من خلال جمعية الإحسان، فالجمعيةُ تقوم بإطلاق الحملات والمشروعات التطوعية بصفةٍ منتظمة، وقد بلغ عدد المستفيدين منها 1,200,000 شخص، لذا ستعرض السطور التالية أبرز الأعمال التطوعية المتاحة لدى الجمعية:

شفاء لعلاج المرضى المحتاجين

ساهِم في إنقاذ الأرواح من خلال برنامج شفاء لعلاج المرضى المحتاجين، حيث يعمل البرنامج على تغطية نفقات العلاج والعمليات الجراحية للفئات الأشد احتياجًا، فكن يد العون التي تمتد إليهم لتبعث في نفوسِهم الأملَ في الشفاء.

سند للأجهزة الطبية

برنامج سند للأجهزة الطبية هو الفرصةُ المثالية لتوفير الأجهزة للمرضى غير القادرين، تلك الأجهزة التي تمنحهم القدرةَ على مواجهة الإعاقة أو التعافي من الحوادث، فاغتنم هذا الفضلَ العظيم وامنحهم الفرصةَ ليعيشوا حياتَهم اليومية بصورةٍ طبيعية.

سفير لنقل المرضى المحتاجين

برنامج سفير لنقل المرضى المحتاجين يجعل منك سفيرًا للخير، فمن خلالِه ستساهم في إنقاذ حياة مرضى الفشل الكلوي عبر توفير وسائل النقل التي تتجه بهم إلى مراكز الغسيل بانتظام، فلا تحرمهم من مساعدتِك وتبرَّع الآن لتكن سببًا في تخفيفِ معاناتِهم.

ثلاثية سنابل الإحسان

ضاعِف أجرك بالمساهمة في حملة ثلاثية سنابل الإحسان، حيث يتم تخصيص تبرعك لـ 3 مشاريع علاجية، ألا وهي العمليات الجراحية، الأجهزة الطبية، والوقف الخيري، فاختر الباقةَ المناسبةَ لك، وازرع الخير اليوم ليؤتي ثماره في الغد.

العمل التطوعي الصحي يُعَد قيمةً إنسانيةً واجتماعيةً عظيمة، فهو المساهم الأكبر في تحسين جودة الحياة وإرساء مبدأ التكافل الاجتماعي، وهذا هو السر وراء الدعم الحكومي الذي يحصل عليه حتى يواصل نموه، ويصبح دعامةً أساسيةً لتعزيز الصحةِ العامة وخدمة المحتاجين.